المدونة

السبت, 16 أيار 2020 11:51

الإبن العاق والرأسمالية في أزمة كورونا

 

كتب: صالح بن ذياب العنزي  @alenzisaleh

 

في بداية الأمر لنعرف من هو الإبن العاق الملقب  بـ (ثورة التقنية الإنترنت ) والذي ساعد  (الاقتصاد التشاركي ) وذلك مصطلح إستخدمه جيرمي ريفكن باحث في علم الإجتماع والاقتصاد  والذي هو ما استثمرته به الرأسمالية منذ ظهورة لكن ومن الأكيد لم تتوقع عقوقه الظاهر جليا بحيث غير مفاهيم اللعبة السائدة وذلك من خلال تمكينه الأفراد بالبزوغ وإن كانوا قلة لكن الصعود متنامي لهذه القلة من خلال التكلفة الصفرية للإنتاج ولنفند ذلك الصعود كالتالي :

-         مواقع التواصل التي غيرت مفاهيم التسويق وأثرت بشكل مباشر على الإعلام .

-         الأسواق الإفتراضية والتي مكنت العالم من التبضع من خلال المنزل.  

-         الطابعات الثلاثية الأبعاد والتي تمكنت من صناعة منزل وتطورها المذهل في شتى المجالات.

-         العملات الإلكترونية والتي أصبح لها سوق كبير ولايستهان به رغم قلة الإعترافات الدولية.

-         منصات العمل الحر التي اصبحت لمهن كثيرة جدا وبثمن مناسب للشركات وخصوصا للأفراد المنتجين والمنشآت الصغيرة والمتوسطة.

-         التعليم عن بعد.

-         البيانات الضخمة .

-         الطاقة البديلة

لماذا وضعنا الإعلام أول مثال قد ظهرت بداية آثار هذه المعادلة الجديدة  التكلفة الصفرية للإنتاج بوضوح في صناعة الصحف والمجلات والإعلام بصفة عامة إذ أصبح تدفق المعلومات والأخبار والوقائع دون مقابل. تفيد التقديرات بأن ما يقرب من نصف سكان العالم اليوم، يملكون هواتف محمولة وحواسيب ولوحات إلكترونية، ما يجعل كل واحد منهم مشروعا صحافيا في أي لحظة، بذلك تنتقل صناعة الخبر من أيدي أقلية "صحافي مهني"، لتصبح مشاعا بين الجميع "صحافي فرد"، وهو ما عجل بإغلاق عديد من المؤسسات الصحافية في العالم.

يورد ريفكن أمثلة أخرى في ذات السياق، تعزز فكرته بشأن التكلفة الصفرية، فالموسيقيون اليوم ينشرون أعمالهم مجانا عبر الإنترنت، كما أن القنوات التلفزيونية تتجه بدورها نحو الإنترنت، لا بل حتى الجامعات والمدارس والمعاهد ومراكز البحث تشق طريقها نحو اعتماد منصات تعليمية عبر الإنترنت. الجميع يتجه؛ باختلاف الدرجات، إلى مجانية المعرفة، والمنتجات كلها ستكون بقيمة إنتاجية أساسية قريبة جدا من الصفر.

قطاع النقل أيضا حيث أن تطبيقات مكنت الأفراد أنهت دور شركات كبيرة لم تتمكن من تحمل تكاليفها التشغيلية مما إدى إلي الإغلاق.

إنترنت الأشياء حيث الجميع متصل بها وأين كورونا (COVID -19 ) هي من فعلت دور ذلك الإبن العاق الذي كلف الرأسمالية بإعادة هيكلتها حيث أن العمل عن بعد أصبح سيد الموقف  في كثير من المجالات الآن ، ودون وجود الإنترنت لن نتمكن منه بالشكل المطلوب حتى على الصعيد السياسي وذلك من خلال عقد قمم إفتراضية مثل قمة العشرين الإفتراضية والتي تضم أكبر 20 اقتصاد في العالم وذلك برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وعلى الصعيد المحلي عقدت جلسة مجلس الوزراء الإفتراضة والكثير من الأمثلة المحلية والعالمية مما أثبتت أن الإنترنت يوصل العالم ببعض دون قطاع النقل الذي قلص دوره بشكل مخيف جدا.

 ولنؤكد هنا ليست نهاية الرأسماليه إنما سيتقلص حجمها بشكل ملحوظ جدا ومن الممكن أن يؤدي إلي إحتضارها للأمد البعيد أولك أن تتخيل وتطلق العنان لدور الإبن الملقب بثورة التقنية وإنترنت الأشياء بمساعدة الإقتصاد التشاركي بسحب البساط من شركات رأسمالية تتهاوى أمامه في مافند سابقا.

 

 

صحيفة مال الاقتصادية

https://www.maaal.com/archives/20200516/144041

 

قراءة 1918 مرات

ISO 9001:2015

منتدى أسبار الدولي. جميع الحقوق محفوظة ©2024.